image

موافقة قائد المسيرة والمشروع الوطني


صدرت بالأمس القريب الموافقة الكريمة من لدن سیدي خادم الحرمین الشريفین الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله وأبقاه- على المشروع الوطني لتطوير المختصین النفسیین والعلاج النفسي،

والذي يمثل نقلة نوعیة لإعداد المختصین النفسیین وتدريبھم في المجال الصحي، وكذلك ضبط قواعد

في ظل ،«Competencies Professional «الممارسة النفسیة المھنیة تحت مظلة الكفاءات المھنیة

.وجود أنظمة وتشريعات تحكم ممارسة علم النفس السريري والعلاج النفسي

ً بعد شكر الله بداية، ثم شكر ولي أمرنا وقائد مسیرتنا، بتتويجه ھذا المشروع الوطني بالموافقة علیه

لیصبح مرشدا وطنیا مھنیا لھذه المھنة ومختصیھا ومن ينشد خدماتھا، الشكر موصول للمجلس الصحي

السعودي صاحب ھذه المبادرة الوطنیة وراسم السیاسات الصحیة، إيمانا منه بأھمیة ھذه المھنة

الصحیة ودورھا الحاسم في التصدي للمعاناة النفسیة والجسدية، وتعزيز الصحة والوقاية من المرض

ُ وتحسین جودة الحیاة. الشكر ممتد إلى جامعة الملك خالد منفذة المشروع، خلال فريق بحثي-مھني

.وطني عال التأھیل

ُيعنى علم النفس السريري وتطبیقاته الصحیة بتوفیر الرعاية النفسیة للمرضى، الذين يعانون من كل

الاضطرابات النفسیة، من خدمات التشخیص والعلاج النفسي والتدخل المبكر والوقاية والتوعیة

.النفسیة، بھدف تحسین جودة حیاتھم

في الوقت ذاته، ھناك علم النفس الإرشادي الذي يسبق عادة علم النفس السريري، في توفیر الرعاية

الإرشادية النفسیة لمن لديھم مشكلات نفسیة وأزمات حیاتیة لم تصل إلى مرحلة المرض النفسي،

وإنما إشكالات تلوث مجرى نھر الحیاة المتدفق، وقد تتطور إن لم تُرشد قبل، لتصل إلى مرحلة المرض

.النفسي وفقا للمحكات التشخیصیة

ُ الذي يعنى بتوفیر الرعاية الصحیة ،«Psychology Health «في المقابل، ھناك علم النفس الصحي

التشخیصیة والعلاجیة، وكذلك تعزيز الصحة والوقاية من المرض، «Healthcare Behavioral «السلوكیة

.وتفعیل مخرجات الصحة العامة في المجال الطبي والجراحي

نعلم الیوم أن الممارسة الصحیة لم تعد متمركزة حول المرض -كما كانت- وإنما أصبحت متمركزة حول

وبالتالي أصبحت الرعاية الصحیة السلوكیة ملزمة، والتي تأتي ،«centeredness-Patient «المريض

العصبیة، والتدخل الجراحي العصبي، وكذلك خدمات التأھیل المعرفي والسلوكي والنفسي لأمراض النفس العصبي والتأھیلي، لتشخیص العجز المعرفي والنفسي والسلوكي المصاحب للأمراض عادة خلال علم النفس الصحي والطب السلوكي وتوأمه «الطب النفسي التواصلي» ولا نغفل دور علم

.الدماغ والحبل الشوكي

في النھاية، فإن رسالة علم النفس السريري الرئیسیة ھي تحسین جودة الحیاة وتعزيز السلوكیات

.الصحیة، والتي أولتھا رؤية المملكة 2030 أھمیة بالغة

يأتي مثل ھذا المشروع الوطني العظیم وغیر المسبوق حتى في الدول ذات الأنظمة الصحیة

ُ المتطورة، لیخبر أن نظامنا الصحي في ظل الانتقال من النظام التقلیدي والذي يولي التدخل العلاجي

ُ الأھمیة إلى النظام الصحي الشمولي في بعده التعزيزي والوقائي والعلاجي وتحسین جودة الحیاة،

َ إنھا نقلة نوعیة لن ُقل إننا -بحول الله- أصبحنا من أكثر الأنظمة الصحیة تطورا. أبارك للجمیع خروج مثل

.ھذا المشروع الوطني الرائد

ُ أھنئكم، مختصي علم النفس السريري وطلابه، بصدور ھذا المرشد المھني الوطني لمھنتكم، وأھمس

في آذانكم أن لیس لكم العذر الیوم في توفیر الرعاية النفسیة والصحیة السلوكیة والعصبیة التأھیلیة

لمن ھم في حاجة، وكذلك تعزيز الصحة والوقاية من المرض للجمیع، وفقا للبینات العلمیة، وإخراج

.الممارسة النفسیة من التجارب الشخصیة والمحاولات الفردية والعلاج غیر المبرھن بالدلیل العلمي

أخاطب ھنا كل الجامعات السعودية بإعادة النظرعاجلا في مناھجھا وخططھا الدراسیة للمرحلة

الجامعیة، وخروج علم النفس من طوبوغرافیة العقل الفلسفي إلى الجانب العلمي التشريحي

والوظیفي للدماغ، والتوسع في برامج الدراسات العلیا في مجال علم النفس السريري، تحت مظلات

الكلیات الطبیة، وكذلك الھئیة السعودية للتخصصات الصحیة، صاحبة الريادة في التدريب الصحي

وتقنین الممارسات الصحیة في إيجاد بورد سعودي لعلم النفس السريري، وإعادة النظر في التصنیفات

الحالیة، وإيجاد الامتیازات المھنیة لھذه المھنة، وفقا لكفاءات علم النفس السريري، وكذلك مجلس

الضمان الصحي بتغطیة كل ممارسة علم النفس السريري والعلاج النفسي بالتأمین الصحي، وفي

النھاية اعتماد الرعاية الصحیة السلوكیة شرطا للحصول على الاعتماد السعودي للمنشأت الصحیة، كما

.ورد في ھذا المشروع الوطني الرائد

شكرا لا حدود له سیدي خادم الحرمین الشريفین، بموافقتك الكريمة على ھذا المشروع الوطني غیر

المسبوق، والذي سیسھم بشكل كبیر في تحقیق رؤية مملكتنا الحبیبة 2030 ،والتي ركزت على

ُ الإنسان وتنمیته وسعادته وتحسین جودة حیاته خلال سلوكه الصحي، في ظل بلد مزدھر ومتطور وآمن

.بحول الله. دام عزك يا وطن، بقیادتك الحكیمة الراشدة، وشعبك الكريم المسؤول

https://www.alwatan.com.sa/article/1043621/-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D9%85%9%88%D8%A7%D9%81%D9%82%D8%A9-%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A